عوده للمره الثانيه هنا علي المدونه,ولكني داخلي لا اكف عن التفكير مرارا وتكرار لعلي اجد مخرجا
انه هذا الرجل المسكين,المريض في أعين الناس
..اصحهم في نظري
الذي تتلخص مشكلته في اخلاقيات تكاد تصبح منعدمه
طمعوا في نجاح فوق نجاح ربما..فأردوه قتيلا
ليس بسكين,قدر ما اذلوه حتي بات وحيدا بلا عقل
..بقايا انسان,تصرخ مناديه لضمائر, ربما لتتأكد ان هناك منها مازال صاحيا
انه ذلك المسكين الذي اتعب ضميري وشعرت بسببه بمعني الكرامه المهدره دون وجود ادني قوه للمطالبه بأدني حقوق
فمن هو ليقف له انسان ليكف عنه اذي لا يستحقه؟
من هو حتي يهتم احد لحفظ كرامته ممن يظنون انهم عاقلون وانهم يقفون امام مجنون,رغم ان المشهد العام للرائي,انهم الفاقدين عقولهم اما هو فأقل مسمي يستحقه هو ضحيه
اسميته انا "فزدق",لم يكن من باب الإستهانه به..أبدا
ولكني ودون ان ادري وجدتني منذ اللحظه الأولي لملاحظتي له اطلق عليه هذا الأسم الكوميدي ربما لأخفف عن نفسي وقع تأثري بحالته
كنت قد ذكرت سابقا عن مرضه الغريب
تكررت افعاله حتي اتي اليوم الذي قام احد ساكني الشارع الذي كان يقف به دائما هذا الفزدق ,وضربه ضربا مبرحا
وظل يضربه ويفعل به كل الأفعال المشينه والجارحه لكرامه اي انسان
بل انه لو قام غيره بفعل من هذه الأفعال لحيوان,لهبت جمعيه الرفق بالحيوان فزعه لما يحدث
انهك الرجل من الضرب فتركه وهو يتوعد له بالمزيد اذا ما لمحه في تلك المنطقه مره ثانيه(لم يتفوه المسكين وهو بين يدي وارجل الرجل,سوي ببضع كلمات ليه بس كدا,ليه بس كدا)ا)
ان كل الذي اقترفه "فزدق" هو مظهره المفزع للكثيرين
فوجوده يسبب رعبا للماره ضعاف القلوب
.....
حضرت كعادتي في نهايه المشهد
تحجرت الكلمات في فمي
ولكن بكيت غضبا
ماذا يمكنني ان افعل؟
لم اجد جوابا لسؤالي العقيم هذا,الذي كلما اسمعه يدوي داخلي,لا اري سوي عجزا يغلفه جبن
.....
من ذلك اليوم ولم يمر ابدا "فزدق" امام منزل الرجل الذي سولت له نفسه ان يهدر انسانيه انسان يفتقد بعضا من عقله والكثير من الوجاهه التي بها يعيش الكثيرين الأن في مأمن من بطش المستبدين
بالتأكيد تلخصت كل الثقافات في ذهنه في صوره ثقافه الخوف من العقاب البدني واللفظي دون انتظار لأدني رحمه او شفقه لحاله
.....
بعدها..تعودت ان اراه يوميا امام منزلي تماما ,بعد ان اصبح هذا المكان هو مكانه الجديد الذي يلازمه دوما ليكرر مشهدا جديدا ثابت في بقعه محدده ايضا, فتحديدا يقف في منتصف الشارع,ولا يترك مارا بالشارع سواء رجلا او شابا او طفلا صغيرا الا ويسأله سؤالا واحد ثابتا
رميت بأذني جاهده محاوله ان اعرف ماذا يقصد ولكني لم استطع ان اعرف ماذا يقول
لاحظت انه لا يسأل فتاه او سيده
ابدا لا ينظر تجاههم
ابدا لا يضايقهم
ابدا لا يسبب اذي لأي مخلوق كان
لاحظت ايضا ان حركاته المكرره مليئه بالتوتر
انها تعكس تصرفات انسان وكأنه ينتظر شيئا تأخر عليه تأخرا شديدا
دوما في حاله حيره
لاحظت وان لم تكن اخر ملاحظاتي,انه بنظراته واحاديثه المقتضبه مع الماره الذين يختارهم عشوائيا ,انه عاقل وان كان ينقصه الإدراك الكامل
لا اقول انه سليما يخلو من الأمراض
ولكنه ايضا ليس مجنونا فاقدا لعقله تماما
ربما يعاني من مرض ذهني محدود نتيجه صدمه اومثلا
ما فاجأني شيئان لم اراهما طوال حياتي فيمن يبدون بمثل هيئته او يقتربون,وتلك لم تكن بملاحظه,بل تكونت بموقف عمليا شهد عليه اناسا لي بهم علاقه
اولها:انه ابدا لا يقبل المساعده الماديه من احد
فإذا اخرجت من جيبك نقود,او شئ شبيه
ستعرض نفسك للحرج ولكن بعد ان تفيق من صدمتك لتستوعب رفضه هذا
فستجده يرد يدك برفق,وهو يعتذر بكل اصرار ويبتعد عنك مديرا جسده ويكمل خطواته التائهه ..بل واحيانا يرد يدك وهو ذاهب ليبحث عن طعام يومه وسط اكوام النفايات
فبالطبع,من ايه له بالقوت,اذا كان لا يعمل ولا يقبل بأي نوع من انواع المساعدات
ثانيا:بنيت علي اساس اكتشافي للسؤال الذي لا ينفك ان يسأله للماره من الرجال
(وهو(انت داخل يمين؟
وبوقوف احدهم معه لسؤاله عما يقصد
عرفت انه يحاول بسؤاله هذا ان يكسب ود من يمر امامه
يحاول انه يزرع الثقه فيمن يمر ,انه لن يؤذيه
(وكأنه يقل (لو انت داخل يمين,انا هبعد متخافش مني
بالتأكيد هو يري النظرات حوله التي يملئها الخوف او الإستهجان او النفور منه
وغيرهم ممن يشعروه بعدم وجوده من الأساس
فلا يلتفتون له وهو يحدثهم
ولا يكلفون انفسهم عناء التوقف ولو لحظه امامه ليسمعوا ماذا يمكن لشخص مثله ان يطلب
وكأنه نكره
منتهي الإحتقار يفوح منهم له
رأيته وهو يدافع عن نفسه بالقاء اقذع الشتائم,ردا علي بعضهم من الشباب الذين يظلون يلقون عليه بشتائم مثلها وهم يثيرون جنونه بحثا عن متعه التجديد
وهو لا يفعل شيئا ولا يقترب,فقط ينعتهم بمثل ما ينعتوه من الفاظ
(فقط يضيف عليها تساؤله الذي يؤلمني(هو انتم هبل؟
نعم
لديه الحق كل الحق فيما يسأل
فلماذا قد يفعل عاقل(من المفترض انهم هم العقلاء)مثل هذا؟
اقف عاجزه للمره المليون امامه
علي طرف لساني ان اصرخ للرجال الذين يطلون من نوافذ بيوتهم امامي , يكتفون بمشاهده هذا الإنتهاك للأدميه
الذي يتم علي أيد امثالهم من النذلاء
ولكن كلا علي طريقته
هؤلاء نذلاء بإنتهاكتهم
وهؤلاء بوقوفهم صامتين ,تاركين ابسط الحقوق لتضيع في ايدي من لا يملكون حتي عقول البلهاء
.....
قررت
ان اتحرك
ان اساعده
ان احاول ان اصله بمن هجروه
احاول ان اقنعه بأن يهذب من مظهره ليتقبله المجتمع حوله,فيمر يومه علي الأقل دون ان تطوله ايادي ظالمه
ربما قد اوفر له علاجا
ربما نقودا
ربما عمل
وسأدين لنفسي بالنجاح اذا فقط استطعت ان ارد له صوره العنايه والإهتمام التي بالتأكيد قد نسيها هو في ظلمه لياليه
فقط كنت كل ما احتاجه هو مصدر للحمايه جانبي في محاولاتي,وقد وجدت
ليس لتوسم الشر فيه
ولكن تحسبا لفعل قد يصدر منه غصبا وهو الذي لم يعتد ان يري رحمه في قلوبا بشريه,وانا ادرك انه سيحتاج من الوقت الكثير فقط لكسب الثقه المجرده
ولكني لن اتخلي عن ان انقذ هذا الرجل الذي رأيت به كبرياءا وصبرا وحنان بل وعقل,لم اجدها في اعقل العقلاء
يتبع